تجربتي مـع الأبراج

لقد مررت بتجربة في حياتي الدراسية في جمهورية روسيا الإتحادية

تستحق الذكر - كذب المنجمون ولو صدقوا نعم أنا أوافــقـك

على ذلك , لكن هل العلم بالأبراج هو العــلم الذي يتـنبأ بما ســـيحدث


معك في المستــقبل ؟؟ الجواب : لا , لا يســـــتــطيع أي علم التنبؤ بما

سيحدث معك في المســتقبل , إن مفاتـيـح العلم بالغيب في يد الخالـــــق

وحده عز وجل - ما هو إذن العلم بالأبــــراج ؟ وما الفــائــــدة منه ؟

أنا طالب مســـــلم أدرس بين شعب غير مسلم , 75 في المائة من هذا

الشـعب يصدقون بالأبراج وتؤثر عليهم في حياتهم الخاصة بعد مواقف

كـثيـرة إفتـتح موضـــوع الأبراج - قررت في نفـسـي أن أبحث في هذا

الموضوع الغريب الذي يصدق به معظم شــــــــعوب العـالم المتحضرة

بينما شــــعوبنا العربية المسلمة ترفض حتى التفكير في هذا الموضوع

مع أن معظم مجلاتنا وجرائدنا تترك مكانا تحت عنوان - حظك اليوم

تناقض غريب , إن ما يكتب في " حظك اليوم " هو التــفـــاهة بعينها

دعـــوني أشــــــــــــرح لــــــــكم عن تــــــجــــربـتــي في الحيــــــاة

العـــلـــم لا يـتـنـاقـض مع الديــن , لدينا عقــــول وبها نفــكر ونحــلل

بدأت أســــأل كل من أعرفه أو عرفته عن تاريخ ميلاده أو عن برجه

بدأت أصـــنـــف هـــذا تــرابي وهـــذا هــــوائي وهــــــذا .... إلــــــخ

هذا مـــن بــــرج والثـــــور وهذا مــن بـــــرج الدلو وهذا.... إلــــــخ

وجدت تـشـابها في الأشخاص ذوي الطبيعة الواحدة - وتــشابها ملحوظا

في الأشخاص ذوي البرج الواحد ----- بدأت أهتم بالموضوع أكثر فأكثر

ومع مرور السـنـين وصـلت إلى درجة أن أحـزر برج الصديق الجديد

تطور رائع , بدأت أفــــكـر في هذا الكون , لماذا خلقت الكواكب وفي

القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد أنه لم يخلق شيئا عبثا , من بينها الآية 27

من سورة "ص" حيث تقول :" وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا "ى

"والآية 38 من سورة الدخان -"وماخلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين

-- أنا لا أســــتطيع تصديق أو تصوّر أن كوكب عطارد يؤثر بي ولكني في نفـس

الوقت لا أعرف السبب الحقيقي لخـلــق كـــوكب عـــــــطـــــــــــــارد ؟؟

يصنف علم النفس الإجتماعي "علم التــنجيم " , في خانة المعتــــقدات

ذات الطابع الوهمي وبعضه يصفه بالخرافي الباطل , ويعــزو ذلك إلى

فقدان هذا " العلم " الثوابت والبراهين المنطقية , لكن بعض الإتجاهات

في علم النفس الإجتماعي , لا تتخذ موقفا جذريا حاسما - فالدكتــــورة

فرانسوز أسكيفيس المسؤولة عن قسم علم النفس الإجتماعي في جامعة

السوربون , تميّز بين المعتــقدات الخرافية وتلك التي تقبل نقاشا علميا

وتطلق عليه صفة - أشـــــــــــــباه العلوم ومنها الأبـــــــــــــــــــــراج

فإذا كنت حقا وفعلا من منــاصري الواصفـيــــن " الأبراج " بالخرافة

فما عليك سوى إغلاق هذا الشباك الذي تقرأ منه , وهزّ رأسك إستغرابا

  أما إذا كنت من المؤمنين بهذا العلم ( ؟ ) أو من أصحاب الحشـــــــرية

فــــأهـــلا بـــــك . . . ولك أن تــبــــــحث عن " نفســــــك " فـــــــــيه

وفي الحصيلة " صدق أو لا تصدق ---- لا أغالي عندما أقول إن مجرى

حيـــاتـــك سـيـتـغـيـر بمـجرد دراسـتــك للأبراج الفلكية الإثـني عـشـر

إذ ســــيضعك ذلك على أول الطريق لتـفهم من لم تـسنح لك الفـــرصة

بمقابلته من قبل , كما ســــــــــيــــــقــــربك ذلـك من الغربـــاء عنــــك

وســــــــيـــــرســــــــخ عــلاقــتــــك أكــثــــر بأصـدقــــائـــــــــــــــك

أليـس ذلك ممتعا ؟ نعم فمن الممتع تعرف المرء على نفـســه وغيـــره

عزيزي القاريء


لا أريد منك أن تؤمن أن علم الأبراج يـسـتطيع التنبؤ بمـسـتــــــقبلك

لا تــــعطي أي إهـــتــــــمام لما يكـــتــب أو يـــــقال في حظك اليوم

إقــرأ عن بــــــــــــــــرجــــــــك واعرف مـــــــا هي طـبـــيـعـتـــك

إســأل أصدقــــائــــــك الــــذين ترتـــــاح إلـــــيهم أكثر عن أبراجهم

إسأل عن أبراج أولائك الأشخاص الذين لم ترتاح لهم من أول نظرة

قــــــــــــــارن مــــــــــــــا تـــــــــوصــــــلــــت إليه من نتـــــــــائج

هـــــــــــــل وجــــــــــدت أن من إرتــــــــحت معهم هم من طبـيعتك


هــــــــذا الموضوع سيفيدك في حياتك الشخصية , في دارك وعملك

ســتــعرف كــــيــــف تـــــتـــــعامــــل مـــع مـــديــرك أو موظـفــك

ســـــــــتــــــفــــهم أكــــثـــــر طـــبـــيـــــعة كــــل مـــــن حــــولـك

ســـــتـــصــبــح قـــريــبا مــن النــاس بــعــد أن كــانوا لــك غرباء

أنــــــــا لــــم أكتب هــــذا إلا بعد أن إســـتــــفـــدت

كــــثــــيــرا مــن تـــجاربي في حياتي الشـــخـصية

لــــطـــالما أن في ذلــك مـنـفـعـة , لـما لا تـنـتـفعوا

وتـسـتـفـيـدوا ولـكـــم الحـــــكــــم فـــي الــنـــهـايـة

إيــاد أبوهيبـه
سـان بطرسبورغ - جمهورية روسيا الإتحادية
ا 22 تشرين أول 1999